شهدت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سهرة نهاية الأسبوع ، ختام فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي، في أجواء احتفالية طبعتها روح التنافس الفني والتبادل الثقافي بين نخبة من الخطاطين القادمين من مختلف بلدان العالم ، وقد أشرف ممثل وزير الثقافة والفنون، مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بن حاج طرشاوي، على مراسم التتويج، مؤكدًا في كلمته نجاح هذه الدورة من خلال المشاركة الواسعة والنوعية، مشددًا على حرص الدولة الجزائرية على دعم فن الخط العربي كأحد روافد الهوية الثقافية، ومجال إبداعي يبرع فيه الجزائريون دوليًا.
وفي محور الخطوط الكلاسيكية، تُوِّج الخطاط اليمني عبد الرحمن السعيدي بالجائزة الأولى، فيما عادت الجائزة الثانية للخطاطة التركية حفيظة صلواج، أما المركز الثالث فكان من نصيب الجزائري محمد عياش، الذي أبان عن موهبة واعدة في هذا المجال. أما في الخطوط المعاصرة الحروفية، فقد فرض الخطاطون الجزائريون سيطرتهم الكاملة على منصات التتويج، حيث أحرز ياسين سمري الجائزة الأولى، وجاء عيسى قرقاب ثانيًا، بينما حاز عبد الغني بوغندورة على الجائزة الثالثة، مما يعكس التقدم الكبير الذي أحرزته الجزائر في هذا النمط الفني الحديث.
وفي ذات السياق، عبّر محافظ المهرجان عبد الرزاق قارة برنو عن ارتياحه الكبير لنجاح هذه الطبعة، مؤكدًا أن الفائز الحقيقي هو كل مشارك في هذا المحفل الثقافي الراقي، مقدمًا شكره لكل من ساهم في إنجاح التظاهرة، من وزارة الثقافة والفنون، إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي ولاية المدية، مرورًا بمديرية الثقافة وأعوانها. من جهتها، صرحت مديرة الثقافة والفنون لولاية المدية، السيدة سليمة ڨاوة، أن المهرجان شكّل محطة متميزة جمعت بين فناني الخط من مختلف القارات، وكرّست عاصمة التيطري كفضاء للحوار الجمالي وتبادل الخبرات.
الطبعة الثالثة عشرة للمهرجان كانت أيضًا على موعد مع لحظة إنسانية وثقافية مميزة، تمثّلت في مشاركة الخطاط الصيني “ما إي پشين”، الذي اعتنق الإسلام خلال تواجده في الجزائر، واختار لنفسه اسم “الإمام الحاج يحيى”. وقد أبهرت لوحاته الحضور بدمجها البديع بين الحرفين العربي والصيني، ما جعله نجم الأمسية بلا منازع، حيث عبّر عن سعادته الغامرة بالمشاركة، متمنيًا العودة إلى الجزائر مجددًا.
وأسدل الستار عن هذه الدورة من المهرجان وسط إشادة كبيرة من المشاركين والمتابعين، الذين أجمعوا على جودة التنظيم، وثراء التظاهرة، وقيمة اللقاءات التي عقدت على هامشها، وبذلك تواصل ولاية المدية ترسيخ موقعها كعاصمة ثقافية متجددة، تحتضن الإبداع وتحتفي بجماليات الحرف العربي.
نبيل كعاش