نظمت لجنة يوم المعرفة بجامعة الوادي ندوة ثقافية حول موضوع “الإعلام والأدب والتاريخ” استضافت خلاله قامتين في الإعلام والثقافة والأدب هما الإعلامي خليفة بن قارة، مؤسس عدة إذاعات محلية وله مؤلفات ومقالات إعلامية، والإعلامي الشاعر إبراهيم قارعلي، مؤسس عدة صحف وصاحب الملحمة الشعرية “ألفية الجزائر” التي تحمل ثراء تاريخيا وثقافيا عن أمجاد الجزائر بأسلوب فني شاعري متميز.
افتتح الندوة مدير الجامعة البروفيسور عمر فرحاتي حيث ثمن في كلمته الترحيبية مشاركة هاتين الشخصيتين الإعلاميتين في تعزيز ونشر النشاط المعرفي والثقافي في الوسط الجامعي لما يتوفران عليه من تجارب إعلامية ثرية تقاس بعشرات السنين. ودعا بالمناسبة طلبة الاعلام للاعتراف من خبرتهما والاستزادة من عطائهما الثري في مجال الصحافة والثقافة. كما عبر عميد كلية العلوم الاجتماعية والانسانية البروفيسور عمار غرايسة عن استعداد الكلية لدعوة مثل هؤلاء الاعلاميين للمشاركة في النشاطات المبرمجة في الكلية.
أما رئيس لجنة “يوم المعرفة” الدكتور خليفة قعيد، فقد أكد بأن لجنة “يوم المعرفة” تأسست منذ سنتين تطبيقا لتعليمات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتوجيهات مدير الجامعة حيث تقوم دوريا بدعوة شخصيات ثقافية فاعلة في المجتمع للمشاركة في تفعيل النشاط الثقافي والفكري للطلبة والأساتذة في إطار انفتاح الجامعة على المحيط الثقافي وتوفير فضاء واع ونشط وآمن يسمح برفع مستوى الوعي في الوسط الجامعي.
وفي الندوة، تحدث الإعلامي خليفة بن قارة، عن العديد من النقاط الهامة حول موضوع الإعلام المحلي والجواري واعتبره ذا أهمية بالغة باعتباره همزة وصل طبيعية ومتينة بين المواطن البسيط والمسؤول والعكس. وأسدى توجيهات إلى طلبة الإعلام والاتصال بضرورة التزود بمهارات الإعلام وتعزيز التكوين لديهم حتى يصبحوا بالفعل محترفين في المجال مشيرا إلى أن شهادة الليسانس أو الماستر لا تكفي لجعل صاحبها صحفيا محترفا دونما تكوين وتدريب والأخذ بتجارب خبراء الإعلام. وأكد الأستاذ بن قارة أن الاعلام سلاح فتاك يحيي أو يقتل بالكلمة، ولهذا يجب التحلي بالوعي وتجنب الوقوع في فخ الدعاية والتضليل؛ فالصحافة -كما قال- ليست وظيفة كالوظائف الأخرى بل هي رسالة والتزام قبل كل شيء. وأعطى مثالا عن ذلك بطوفان الأقصى وكيف تسبب في فضح وسائل الإعلام التي كشفت من خلال معالجاتها الإعلامية عن وجهها الحقيقي.
أما الأستاذ والإعلامي الشاعر إبراهيم قارعلي، فقد تحدث في البداية عن تجربته الطويلة في ميدان الصحافة وتأسيسه لعدة صحف إخبارية يومية منها “الجزائر اليوم” والحوار” و”صوت الأحرار” و”المحقق” و”الأخبار” و”الشروق اليومي” و”الإخبارية” فضلا عن كتابة العمود والتعليق والافتتاحية في الجرائد. كما تقلد عدة مناصب بصفته رئيسا للتحرير في الصحف. وتحدث عن أساليب العمل وضغوطاته في قاعات التحرير وكذا العلاقات المهنية بين الصحفي والوسيلة الإعلامية ومسؤولها.
ثم عرض الأستاذ إبراهيم قار علي ملحمته الشعرية ” ألفية الجزائر” التي تقع في نحو 215 صفحة وطبعته مؤخرا وزارة المجاهدين بمناسبة الذكرى الستينية للاستقلال حيث يتغنى فيها الشاعر قارعلي بتاريخ الجزائر ومناطقها الجغرافية. وقد لقيت تجاوب الكثير من الأوساط الأدبية والثقافية في الجزائر، ويعدها الدارسون الإلياذة الثانية بعد إلياذة الجزائر لشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء. وذكر الشاعر إبراهيم أن هذه الملحمة الشعرية بدأت بستين بيتا بمناسبة الذكرى الستينية لعيد الاستقلال، ولكن للإبداع مقتضياته –كما قال- فراح بإبداعه الشعري يوغل بعيدا في مساره إلى أن وصلت الملحمة إلى ألف بيت. وقد قرأ الاعلامي الشاعر عدة مقاطع شعرية من الالفية أبهرت الحاضرين لما تحمله أبياتها من أسلوب شاعري وصور فنية والكثير من السمات الانثربولوجية والاحالات التاريخية والثقافية والاجتماعية والدينية المعبرة عن تاريخ شعب زاخر بالأمجاد والانجازات العظيمة.
من خلال تدخلاتهما والنقاشات والاجابة عن الأسئلة المطروحة حاول أستاذا الإعلام الربط بين ثلاثية الإعلام والتاريخ والأدب باعتبار الإعلام عرف ولادته من رحم الأدب وأيضا باعتباره ناقلا لأحداث المجتمع، كما أن الأدب ناقل لأحداث التاريخ في إطار تعبيره شعرا ونثرا عما يجيش في نفس الإنسان من أحاسيس وأفكار وما يمثله من قيم ومبادئ. واختتمت الندوة بتكريم الضيفين الكريمين من طرف لجنة “يوم المعرفة” وسط جمع من الأساتذة والطلبة.
خ.ق