– رغم توفر الكتاب الإلكتروني بشكل مجاني، إلا أنه لا يزال للكتاب الورقي سحره الخاص
– القارئ المتمرس دائما ما يجد ضالته في الكتاب الورقي
– المعرض الدولي للكتاب الأخير أعاد الحياة نوعا ما للكتاب في الجزائر
حاوره / عبد الغفــور ديـــدي
كيف يقدم الأستاذ نصر الدين جعبة نفسه للقراء؟
خريج ماستر إعلام واتصال من جامعة باتنة تخصص صحافة مكتوبة، مصمم غرافيك، ومترجم هاوي من اللغة الإنجليزية، أهوى القراءة وخاصة الأدب العالمي.
في ظل تفاعلات المشهد الثقافي والأدبي كيف تقيمون الحالة الثقافية بالجزائر عموما وعاصمة الأوراس خصوصا؟
يعاني الجزائري عموما من قلة المقروئية، وقد صنّف في المراتب الأخيرة بين الدول العربية من ناحية المقروئية، ونحن في عصر طغت فيه مواقع التواصل الإجتماعي، وقد حاولنا استغلال هذه النقطة بشكل إيجابي، وذلك بعرض إصداراتنا وترويجها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وأيضا بإمكان المتابع أن يقتني أيا من العناوين ونحن نوفر له خدمة التوصيل لغاية باب مسكنه، فكانت إبداع بوك من دور النشر الأولى التي تبنت التسويق الرقمي عوض التسويق التقليدي، وخاصة أنه لقي تجاوبا كبيرا بعد فترة وباء كورونا التي فرضت هذا النوع المعاملات.
كيف تبلورت في ذهنكم فكرة انشاء دار للترجمة والنشر؟
جاءت فكرة إنشاء دار نشر متخصصة في الترجمة، ردا على أسعار الأعمال الأدبية العالمية المستوردة من دول المشرق – بحكم أني قارئ نهم للروايات والكتب -، التي لم تكن في متناولي ومتناول كل قارئ جزائري، فأردت توفير بعض الإصدارات بسعر رمزي، وخاصة أن الأدب العالمي له مقروئية أفضل من المحلي نظرا لشهرته.
ما هي أبرز إصدارت دار ابداع التي شاركتم بها في المعرض الدولي للكتاب سيلا 2022؟
منذ انطلاقها عكفت إبداع بوك على نشر الأدب العالمي، فكانت المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بعناوين من الأدب العالمي بطبعة جزائرية، منه الفرنسي والأمريكي والإنجليزي بحكم أن أغلبية الأعمال التي قمنا بترجمتها هي إما من الفرنسية أو الإنجليزية، فكان مجموع ما شاركنا به هو 30 عنوان حازت على إعجاب الجمهور، خاصة أن الأعمال المنشورة تنوعت بين الرواية والقصص القصيرة، أدب للناشئين وآخر للبالغين.
قيل أن الكتاب الالكتروني أزاح الكتاب الورقي من على عرشه ما رأيكم؟
رغم توفر الكتاب الإلكتروني بشكل مجاني على شبكة الانترنت، قد يؤثر مستقبلا على صناعة الكتاب الورقي، إلا أنه لا يزال للكتاب الورقي سحره الخاص، فالقارئ المتمرس دائما ما يجد ضالته في الكتاب الورقي، ونحن نسعى إلى إعادة الكتاب الورقي إلى مجده السابق عن طريق زرع ثقافة القراءة لدى الشباب بالدرجة الأولى.
معروف عن مؤسستكم تبنيها للمواهب الشابة، ماهي المعايير
والشروط التي ينبغي توافرها في كاتب ينوي النشر معكم؟
في الحقيقة نحن لم نفتح باب النشر للكتّاب لحد الآن، فتركيزنا منصب في الوقت الحالي على ترجمة الأعمال الأدبية العالمية وتوفيرها للقارئ الجزائري بطبعة جزائرية وبسعر رمزي.
هل لديك نية لنشر الكتب المترجمة من وإلى اللغة العربية؟
جميع اصدارت الدار هي كتب وروايات مترجمة إلى العربية من الفرنسية والإنجليزية، وبعضها يتوفر للمرة الأولى في الجزائر كرواية “أرسين لوبين” البوليسية.
نشرتكم مؤخر ترجمة لرواية “المسخ” لفرانز كافكا
كيف تولدت هذه الفكرة وماذا لو حدثتنا عن هذه الرواية؟
رواية المسخ لكافكا كان إختياري لها مرتبط بحجمها فقد توقعت إنهاء ترجمتها في مدة قصيرة، لكن الطبيعة السردية للعمل والفلسفة التي يتبناها كافكا (السوداوية) صعبت من المهمة، فرواية بهذا الحجم في نظر المترجم المحترف لا تحتاج إلى كل هذا الجهد والوقت، لكن أعطيتها أنا وقتا أكثر للوصول لأفضل نتيجة، أما عن محتوى الرواية فهي تتناول بشكل فلسفي وبصورة سوداوية حياة الشخص المنبوذ – وليس بطل الرواية فقط – ضمن عالم تتقلب فيه المصالح حسب قيمة ذلك الشخص.
ما تقييمكم لصناعة الكتاب وواقع المؤلفين في الجزائر؟
عرفت صناعة الكتاب في الجزائر نوعا من الركود خلال سنتي كورونا، وكثير من صناع الكتاب لم يستطيعوا الصمود، وخاصة أن الفترة التي تلت كورونا عرفت ارتفاعا قياسيا في أسعار ورق الطباعة، وهو ما زاد من تأزم الوضع، ومع أن المعرض الدولي للكتاب في مارس الفارط قد أعاد الحياة نوعا ما للكتاب في الجزائر، لكن الميدان يحتاج إلى فترة أطول لكي يتعافى ويستعيد نشاطه من جديد.
أما فيما يخص جانب التأليف، فإن الأعمال الجزائرية التي تستحق الإشادة تعد على أصابع اليد، لذا يمكن القول بأن هذا المجال لا يزال فتيا في الجزائر ويحتاج مزيدا من الوقت لكي ينضج، خاصة وأن أغلبية من يكتب في الجزائر هم من الفئة الشابة.
كلمة أخيرة لقراء الجريدة نختم بها الحوار؟
أنهي كلمتي بعبارة تبنيتها كشعار لدار إبداع بوك ويمكن أن تصنع فرقا ولو بسيطا عند قارئها أو سامعها: “بداية المعرفة فضول.. ونهايتها إبداع”، تلك النهاية التي يتوق كل منا إلى الوصول إليها بطريقته الخاصة ولكن بشرط إختيار البداية الصحيحة.