تشجيع الاستثمار الفلاحي والصناعي أبرز الأولويات
برنامج لإنجاز 400 وحدة سكنية في إطار البناء الذاتي
لن ندخر جهدا في سبيل تدعيم قطاع التربية لاسيما في الطور الابتدائي
يأمل سكان بلدية البرمة الحدودية الواقعة على بعد نحو 400 كلم جنوب – شرق عاصمة الولاية ورقلة في أن يرقى أداء المجلس الشعبي الجديد الذي أفرزته محليات 27 نوفمبر المنصرم، إلى مستوى تطلعاتهم من خلال التكفل بانشغالاتهم التنموية لرفع الغبن عنهم، وكذا فك العزلة عن هذه الجماعة المحلية المترامية الأطراف التي تضم عددا معتبرا من حقول النفط ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للاقتصاد الوطني.
حول واقع التنمية وآفاقها ورهانات هذه الهيئة المنتخبة، حاورت “القائد نيوز”، رئيس المجلس الشعبي البلدي لهذه الجماعة المحلية، دويم شوشاني محمد، الذي أبرز المحاور التي تبناها مجلسه من أجل النهوض بالتنمية وتدارك تلك النقائص والإختلالات المسجلة في مختلف القطاعات.
حاوره/ علي.ع
بعد توليكم منصب رئيس المجلس الشعبي البلدي بالبرمة، ما هي أولوياتكم في مجال التنمية؟
تكتسي القطاعات ذات الصلة المباشرة بالحياة اليومية للمواطن، على غرار الموارد المائية والتهيئة العمرانية والتربية والصحة أهمية كبيرة لدينا.
وبهذا الصدد سنسعى إلى تعزيز شبكات الماء الشروب للقضاء على مشكلة التزود بهذه المادة الحيوية، من خلال إطلاق عمليات لصيانة وتجديد الشبكة وكذا توسيع بعض الأجزاء منها عبر مختلف أحياء وقرى البلدية.
كما سنعمل أيضا على تدعيم قنوات الصرف الصحي وغيرها من العمليات.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات المتعلقة بإنجاز بعض المشاريع قد انطلقت ونؤكد أن تجسيدها سيكون في حدود ما تسمح به إمكاناتنا المالية، باعتبار أن ميزانية البلدية لا تكفي لتغطية كافة الاحتياجات، كما نحيطكم علما أننا تقدمنا بطلب تسجيل مشاريع ضمن المخطط البلدي للتنمية، سعيا منا لتلبية انشغالات المواطن المحلي الذي يتطلع دائما للمزيد من الرقي وتحسين وضعه المعيشي.
كما ننوه بأننا لن ندخر جهدا في سبيل تدعيم قطاع التربية لاسيما في الطور الابتدائي.
تعزيز شبكة الطرقات لفك العزلة عن هذه الجماعة المحلية الحدودية، انشغال آخر أرق منذ عقود ساكنتها، كيف تقيمون وضعية قطاع الأشغال العمومية على مستوى بلدية البرمة؟
الأشغال الجارية لإعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم 53 أ في شطره الرابط بين البرمة وحاسي مسعود على مسافة 240 كلم توشك على الانتهاء، حيث سيساهم هذا الشريان الحيوي في فك العزلة عن المنطقة، كما استبشرنا خيرا بالإنجازات المحققة في السنوات الأخيرة في قطاع الأشغال العمومية، إذ تعززت شبكة الطرقات بمحاور جديدة تربط دائرة البرمة بالولايتين المجاورتين إليزي والوادي، فعلى سبيل المثال بعدما كان المواطن يقطع مسافة 700 كلم للوصول إلى الوادي مرورا بحاسي مسعود ثم توقرت، أصبح اليوم يسلك مباشرة طريق البرمة-الوادي الذي يمتد على مسافة تقدر بنحو 400 كلم. كما تعززت أيضا شبكة الطرقات بطريق البرمة-الدبداب الذي يمتد على مسافة تقارب الـ200 كلم.
ومن جهة أخرى، تبقى مسألة فتح المعبر الحدودي البري بين البرمة والجمهورية التونسية الحلم الذي مازال يراود الساكنة. وبهذا الخصوص نلتمس من السلطات العليا في البلاد أن توافق على مطلب فتح المعبر الذي سيساهم هو الآخر في فك العزلة عن هذه المنطقة الحدودية، كما أنه سيلعب دورا فعالا في إنعاش الحركية التجارية التي ستعود بدون شك بالفائدة على الاقتصاد الوطني.
حظيت مؤخرا بلديتكم بحصة سكنية جديدة في إطار البناء الذاتي الذي يعرف إقبالا متزايدا من المواطنين، نظرا لخصوصية هذه المنطقة الصحراوية، هل من تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع؟
استفادت بلديتنا في قطاع السكن والبناء الذاتي تحديدا، من حصة لإنجاز 250 وحدة من السكنات الريفية، بالإضافة إلى 150 قطعة أرض في إطار برنامج التجزئات العقارية، حيث نعتبرها بشرة خير لمواطنينا ونحن بصدد ضبط قوائم المستفيدين لإرسالها فيما بعد إلى المديرية الولائية للسكن. وسنعمل على تسهيل كافة الإجراءات الإدارية بالنسبة للمستفيدين، بالإضافة إلى المطالبة بحصص جديدة في صيغ سكنية أخرى لتلبية احتياجات المواطنين. وستضاف هذه الحصص إلى البرامج السكنية التي استفادت منها البرمة في السابق، لاسيما في إطار برنامجي السكن الاجتماعي والسكن الوظيفي لفائدة قطاع التربية.
تتجه مساعي الدولة نحو إشراك المجالس المحلية المنتخبة في ترقية الاستثمار الفلاحي والصناعي ضمن إستراتيجيتها لتنويع الاقتصاد الوطني وإيجاد موارد دخل جديدة للبلديات، ما هي خطتكم في هذا الشأن؟
نحن نُثمّن ما تصبو إليه الدولة فيما يتعلق بإشراك المجالس المحلية المنتخبة في ترقية الاستثمار في شقيه الفلاحي والصناعي، وهذا يتطلب توفر الإرادة لدى هذه المجالس، كما نؤكد أيضا بهذا الصدد على توسيع صلاحيات المنتخب المحلي، لكي يتمكن من القيام بدوره بشكل فعال وإيجابي، حيث سنعمل ضمن برنامجنا على جلب المستثمرين وتشجعيهم على الاستثمار في بلدية البرمة التي تزخر بمساحات قابلة للاستصلاح، إذ تم استحداث محيطات فلاحية موجهة للاستثمار في منطقة غرد الباقل الواقعة بين البرمة وحاسي مسعود، بالإضافة إلى محيطات فلاحية أخرى مخصصة لفئة الشباب، مما سيساهم في تحقيق مداخيل جديدة للبلدية وضمان الاكتفاء الذاتي من المنتجات الفلاحية الواسعة الاستهلاك، فضلا عن امتصاص البطالة من خلال خلق مناصب شغل جديدة لفائدة اليد العاملة المحلية.
تعتبر البرمة منطقة نفطية بامتياز، هل يوجد تنسيق بين البلدية والشركات الطاقوية لتجسيد بعض المشاريع التنموية؟
تنشط عبر إقليم البرمة العديد من الشركات الوطنية والأجنبية في مختلف المجالات ذات الصلة بالصناعات الطاقوية، بينما تبقى مساهمتها لا تتعدى تلك الضريبة التي تدخل ضمن ميزانية البلدية والتي نعتبرها قليلة جدا بالمقارنة مع أهمية المنطقة التي تحصي عددا معتبرا من الحقول النفطية كحاسي بركين وبئر ربع الشمالي وغرد الباقل وأورهود، التي تكتسي أهمية كبرى في إنتاج المحروقات ناهيك عن الاكتشافات الجديدة، لذا لابد من مراجعة مسألة الضرائب أو الرسم على النشاط المهني، مما سينعش ميزانية البلدية ويعود بالفائدة على التنمية المحلية بشكل عام. ونأمل أن تتعزز مشاركة هذه الشركات في التنمية وامتصاص البطالة، خاصة أن ملف التشغيل مازال يؤرق شباب المنطقة.
كلمة أخيرة؟
يتطلع المواطن دائما للمزيد ويبقى حلمه الرقي والنهوض ببلديته ومن واجب كل مسؤول وضع انشغالات المواطنين كأولوية وفي جميع القطاعات..وبهذا الشأن سنعمل ما بوسعنا لتلبية احتياجات الساكنة، دون كلل أو ملل.