عندما يمتلك الإنسان حكة الكتابة، لا يشفيه منها سوى امتلاك قلم للتعبير عن ما يريد وماذا يريد، وفي زمن أصبح فيها الشباب لا يهتم بهذا المجال، وجد أيمن نفسه يغوص في الكتب والكتابة فأصدر ثلاث كتب تنوعت بين الرواية والخاطرة وأدب الرسالة.
و للحديث عن بدايته ومسيرته في المجال واصداراته كان لنا معه هذا الحوار:
– عرف نفسك للقراء؟
أيمن حولي عمري 25 سنة من ولاية سطيف، خريج ماستر 2 إدارة أعمال، مؤلف لثلاث كتب ومدير دار نشر، ناشط جمعوي وثقافي مؤسس ورئيس نادي نجوم سيتيفيس.
متى بدأت الكتابة؟
اكتشفت موهبتي في مرحلة المتوسط، حين لاحظت أستاذة لي آنذاك تميزي في الفقرات التعبيرية وساعدتني للتطور أكثر من خلال تحفيزي على الكتابة في مختلف المواضيع.
– ما الذي يشجعك على الاستمرار في هذا المجال؟
محاولة إيصال أفكاري ومشاعري للناس ومن جهة التحدث بلسان من لا يمكنه أو لا يجيد الكلام، للتمكن من إيصال صوتهم.
– ما هي اول محاولاتك للكتابة؟
مثلما قلت سابقا، كانت عبارة عن فقرات تعبيرية ثم انتقلت إلى الحديث عن مختلف المواضيع المحيطة بي وما يحدث في المجتمع من خلال مواقع التواصل.. إلى أن وصلت إلى التأليف.
– بعد أربع سنوات من خوض هذا المجال في أي مرحلة تضع نفسك؟
مرحلة التعلم دائما.. الكتابة ليست لها قيود ولا نهاية.. لذلك أحاول دائما التعلم والتطور لتقديم الأفضل سواء من خلال المواضيع، الأفكار وحتى الأسلوب.
– بعد اصدارك لثلاث كتب واكتساب خبرة في المجال كيف تقيم مولودك الاول “دورة في مجرة”؟
لقد كان مميزا، حتى بعد سنوات من صدوره مزال القراء يسألونني عنه ولازال مطلوبا للإقتناء.. هو كتاب يعبر عن الكيان الإنساني والمشاعر بطريقة تجعلك تجد نفسك بين صفحاته.. أحبه الكثير كونه كان بدايتي.. ولذلك اعتبره مميز جدا.
ينتظر القراء الجزء الثاني من “أهل القمر”، أعلنت اصدار كتاب “رسائل الليل المحذوفة” هل تم الغاء فكرة الجزء الثاني؟
صحيح، الكل ينتظر تكملة رواية “أهل القمر” خاصة بعد الإستحسان التي لاقته.. ولكنني خنتهم (يضحك)، الجزء الثاني أردت العمل عليه أكثر ليكون أفضل بكثير إن شاء الله، وأعلنت عن عمل آخر حتى لا أطيل الغياب عن الساحة.
حدثنا أكثر عن كتابك الجديد “رسائل الليل المحذوفة“
هو تجربة جديدة لي في مجال “أدب الرسائل”، الكتاب يحتوي على عدة رسائل عاطفية متقلبة المزاج والمشاعر من حنين وتوبيخ وتطلع وإنتظار.. سيعيش القارئ من خلاله كل ما يعيشه أي محب، لذلك حتما سيجد رسالة ما يحتاجه له أو أن يرسلها لمحبوبه.. كما سيحتوي على بعض الرسائل بالعامية.. حيث أرى أن الرسائل الحقيقة تتخلى عن الجمالية والقيود وتكتب على أصولها من مشاعر وكذلك لغة أو لهجة.. سيكون لسان الكثيرين ممن تخونهم الكلمات للتعبير إن شاء الله.
كيف جاءت فكرة فتح دار نشر وما هي الدوافع التي قادتك لخوض هذه التجربة؟
أعتقد أن الأمر كان ضروريا وحتميا، فشغفي الأول هو المقاولة والتسيير والآخر الكتابة، وكلاهما يجتمعان في دار نشر، كذلك التجربة والخبرة التي اكتسبتها مع دخولي الميدان أين أحسست أنه يمكنني تقديم الإضافة والتميز.. والحمد الله.
هل تجاربك السابقة مع دور النشر علمتك دروس لتتفاداها مع عملائك في “دار نشر رسائل”؟
دون شك، أفضل النتائج دائما تأتي بعد التجربة، لذلك حاولت تغطية النقائص التي رأيتها وتقديم لمسة خاصة بي في دارنا رسائل للنشر والتوزيع.
– ما هي العوائق التي يواجهها الكاتب عموما في الجزائر؟
كل شيء.. يواجه المحيط والمجتمع الذي لا يعتبر مطالعا من الدرجة الأولى، يواجه غياب المرافقة والتوجيهات ووجود الانتقادات من كل جهة وأخيرا غياب الدعم كليا من السلطات المعنية، لكن رغم كل هذا يحارب الكاتب بقلمه من اجل هدف يسعى اليه وغاية يريد تحقيقها.
– المعرض الدولي للكتاب “سيلا” ملتقى الكتاب وفرصة للعرض الكتب، كيف أثر غيابها عن دور النشر والكُتَاب لمدة سنتين؟
سيلا هو بمثابة عيد يجمع كل الفاعلين في ميدان الكتاب والأدب وتأجليه أو إلغاؤه يؤثر سلبا على الجميع.. شعوريا، معنويا وحتى اقتصاديا.. لذلك من الضروري إقامته كل عام رغم كل الظروف خاصة مع تزايد إقبال الناس عليه في السنوات الأخيرة.
– كيف يرى أيمن حولي نفسه مستقبلا
أتمنى أن أكون كاتبا ومديرا أفضل من الآن.. وأن أتمكن من اكتساب قراء أكثر وتقديم إضافة أفضل لهذا المجال.
كلمة أخيرة؟
كل الشكر ليومية “القائد نيوز ” على هذا الحوار الشيق بأسئلته المحكمة، أتمنى أنني وفقت في إيصال اجابتي لكم ولجميع القراء، وفي الأخير أوجه كلمتي لجميع الشباب الذين يمتلكون قلم: أبدعوا واجعلوا من القلم سلاح تحاربون به أعداء النجاح.
وللناس كافة: اجعلوا من عاداتكم القراءة والمطالعة فهي غذاء للروح ومحاكاة للعقل وبها تزدهر الأمم.
حاورته/ صفاء لموشي