طالبت العشرات من العائلات التدخل العاجل للسلطات الولائية لانتشالهم من العزلة بإنجاز طريق يربط منازل السكان بعاصمة بلدية بوحجار في الطارف مقر تواجد مصالحهم اليومية وتمدرس ابنائهم بالأطوار التعليمية الثلاثة الذين يقطعون مسافات طويلة مشيا على الاقدام للوصول الى مقاعد الدراسة.
تقع قرية العشرق أو ما يطلق عليها عند العامة بقرية ساسان نسبة الى العائلات المتواجدة بها في شمال غرب بلدية بوحجار، وراء كدية مقبرة المايدة التي تحجب عنهم اضواء المدينة ليلا وحركية النشاطات اليومية مما ادخل القرية في شبه عزلة عن العالم الخارجي ناهيك عن متاعب الدخان المتصاعد من المفرغة العشوائية العمومية المحاذية لمحيطهم السكني واستنشاقهم للروائح المنبعثة من اخطر مفرغة عمومية تابعة لبلدية بوحجار، وقد نتج عن هذه المتاعب اليومية اصابات بالجملة لأغلب الاشخاص المقيمين بالقرية بأمراض مزمنة كالربو وامراض الحساسية وتشوهات جسدية.
السكان يناشدون والي الطارف بن عرعار حرفوش التدخل العاجل لتجسيد مطلبهم على أرض الواقع ،وقد سبق وأن وعدهم الوالي منذ سنة مضت بتلبية مطالبهم المشروعة وانجاز طريق يربطهم بعاصمة البلدية” غير أن الوضع مازال على حاله الى غاية كتابة هذه الأسطر .
ومن جهة اخرى ما تعلق بأبنائهم المتمدرسين اضطرت بعض العائلات الى توقيف البنات عن الدراسة خوفا عليهن من المخاطر التي تنتظرهم عند التوجه الى عاصمة بلدية بوحجار مرورا بالوادي المحفوف بالمخاطر منها الحيوانات الضالة والذئاب وحتى بعض المنحرفين الذين اتخذوا من الوادي ملجأ لممارسة طقوس الرذيلة.
وفي حديث الى عائلة الطبيبة المتوفاة ساسان وفاء التي ظلت تصارع الام المرض في بيتها العائلي بالقرية لعدم وجود طريق ووسيلة نقل تقلها الى مستشفى محمد بوضياف في بوحجار حتى فارقت الحياة قبل نقلها الى المستشفى، حيث أن والدة الطبيبة تبكي بحرقة على فراق ابنتهم وما زاد في الامر حسرة عزلة العائلة عن المدينة وصعوبة الكشف عن حالاتهم المرضية لعدم اتصالهم بالوسط الحضري والمقرات الصحية والادارات والصيدلية وغيرها من متطلبات الحياة اليومية و ما زاد امر سوء انعدام تام حتى الى وجود مسلك ترابي ينفع لقضاء حاجة.
نور جيهان عجيف