دعا أمس تجمّع المهنيين السودانيين – قائد الحراك الاحتجاجي في البلاد-، إلى إنهاء ما وصفه بـ”تعدد الجيوش”، وحلّ قوات “الدعم السريع”، وكل المليشيات الأخرى والحركات المسلحة.
وقال التجمع في بيان إن “إنهاء تعدد الجيوش واجب مقدم للسلطة الوطنية المدنية الكاملة النابعة من القوى الثورية القاعدية المؤمنة بالتغيير الجذري وأهداف ثورة ديسمبر (التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير)”.
وأضاف أن مطلبه يتحقق بـ”حل مليشيا الدعم السريع وكل المليشيات الأخرى والحركات المسلحة، حيث تتم عملية نزع السلاح والتسريح والدمج في الجيش القومي المهني الواحد وفق أسس فنية ومهنية، تتحكم فيها أجهزة متخصصة”، دون تفاصيل أكثر.
وظلت القوات على الدوام محل اتهام بارتكاب انتهاكات في دارفور وفي تظاهرات سبتمبر 2013 التي راح ضحيتها العشرات بالعاصمة الخرطوم، وكذلك في حادثة فض اعتصام القيادة بالخرطوم في جويلية 2019، وهو ما تنفيه قياداتها.
بينما تشهد العاصمة الخرطوم انتشار قوات للحركات المسلحة التي وقّعت اتفاقا مع الحكومة في 3 أكتوبر 2020 بالعاصمة جوبا.
ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر الماضي أزمة سياسية حادة، حين أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة، عقب اعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين؛ مما أثار رفضا من قوى سياسية واحتجاجات شعبية تعتبر ما حدث “انقلابا عسكريا”.
ووقّع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا في 21 نوفمبر الماضي، يتضمن 14 بندا منها: إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وعودة حمدوك إلى منصبه بعد نحو شهر من عزله، وتشكيل حكومة كفاءات (بلا انتماءات حزبية)، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي.
ورحّبت الأمم المتحدة بذلك الاتفاق، بينما رفضته عدة قوى سياسية سودانية، مطالبة بعودة “الحكم المدني الديمقراطي”.