يرى العديد من الخبراء أن محاولة المغرب الذي يتلقى نكسات وصفعات دولية متتالية لعب ورقة الخروج من عباءة الإتحاد الأوروبي وتغيير استراتيجية العلاقة معها اقتصاديا مستقويا بالكيان الصهيوني بالفاشلة والبائسة، تعكس فشله في كسب دعم دول الاتحاد في صفه، والتي أدارت ظهرها له، وهو يحاول أن يدفعها ثمن مواقفها هذه، لكنه لا يملك القوة للضغط على الإتحاد الأوروبي أو التفاوض ولا يشكل حليف استراتيجي مهم بالنسبة لها، رغم أنه قدم الكثير من الامتيازات والتنازلات لعديد من الدول خاصة فرنسا التي حولت بعض المناطق إلى محميات فرنسية، كما أنه يلعب على هذا الوتر لتجاوز الاضطرابات الداخلية نتيجة توسع رقعة الرفض التواجد الصهيوني في المغرب.
ويرى المحلل السياسي البرفيسور “العيد زغلامي” أن ما تقوم به الرباط عبر تهديدها بالتعبير عن نيتها عن عدم إبرام أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ينتقص من السيادة المغربية، مناورة بالضغط على دول الإتحاد لاسيما إسبانيا و فرنسا في محاولة لإنقاذ نفسه لأنه خسر رهانه مع هذه الدول التي يثير تواجد الكيان الصهيوني في المنطقة وجعله حليفا للمخزن قلقها، مشيرا إلى أن المخزن كان يتصور أن هذه الدول ستؤيده بشكل كامل في ملف الصحراء الغربية وهو ما لم يتم، بحيث اصطدم بعديد من المواقف الداعمة للقضية الصحراوية وترفض مقاربته في حل القضية ،وهو ما دفعه لممارسة نوع من الإبتزاز والضغط لعله يتمكن من تغيير مواقفها خاصة اسبانيا وفرنسا التي قدمت لها المملكة المغربية الكثير من التنازلات، حيث أن بعض المناطق تحولت إلى محمية فرنسية، لكن المشكل الحاصل اليوم حسب المتحدث هو أن المغرب يحاول تحصين نفسه والإستقواء بالكيان الصهيوني، لكن هذا التحالف يجعله يخسر من كان يراهم حلفاؤه، لاسيما أن تواجد الكيان الصهيوني في المنطقة أحدث قلقا كبيرا لدى دول الإتحاد الأوروبي، وهو يمارس مناورة ومحاولة يائسة لطلب الشفاعة من الأوروبيين لتجاوز المأزق الذي يتواجد فيه.
وأكد البروفيسور العيد زغلامي، أن المخزن لا يملك أي اوراق رابحة لأنه مدان دوليا وصار مصدر صداع وقلق لعديد من الدول الأوروبية.
زغلامي يرى أن الإتحاد الأوروبي اليوم يدرك أنه لو يستمر في دعم المغرب ومشروعه التوسعي فإن ذلك قد يؤثر على علاقته بالجزائر التي باتت تتعامل وفق مبدأ الند بالند وهي توجد في وضعية مستقرة اقتصاديا وسياسيا، وبالتالي لن يغامر بخسارته للجزائر ولا يمكنه أن يتخلى عنها، فأي تأزم قد يؤثر على علاقته بالجزائر.