أسرانا البواسل هم صوت فلسطين وضميرها، هم ملح الارض وزينة الشباب و أكاليل المجد هم العنوان الأسمى في قاموس النضال، هم أنبل بني البشر وأطهرهم، حماة الشعب والارض والعرض، بهم نكبر وبنورهم نهتدي، وبتضحياتهم نقتدي و بفضل بطولاتهم بقيت فلسطين مرفوعة الرأس شامخة الجبين.
ستة أسرى أبطال يخوضون بأمعائهم الخاوية معركة الكرامة والحرية مقداد القواسمي الذي فك اضرابه حديثا بعد ١٠٦ أيام من الاضراب والعذاب بعدما استجابت مصلحة السجون الصهيونية بعدم تجديد الاعتقال الاداري له، وبقي علاء الاعرج، وهشام ابو هواش، وشادي ابو عكر، وعياد الهريمي، وكايد الفسفوس مضربين عن الطعام لاكثر من مئة يوم، أما آن الاوانُ للضمائر أن تصحوا وتتحرك ؟! أليس للأسرى الابطال حق علينا، ودين في رقابنا جميعا أليسوا هؤلاء الأبطال من صنعوا مجد الأمة، وكتبوا حكاية شعب الجبارين ونذروا أعمارهم وحياتهم في سبيل الوطن والقضية، و حلموا بغد جميل لأهلهم ووطنهم، وضحوا من أجله بزهرة شبابهم وأهاليهم وراحة بالهم، وتصدوا للمحتل رغم أنه كان بوسعهم أن يعيشوا لأنفسهم فيكونوا وجهاء المجالس وأهل المناصب والجاه، لكنهم أمنوا أن سعادتهم في سعادة عامة الناس، وأن الوجاهة الحقيقة هي وجاهة التضحية والفداء.
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأمنوا إيمانًا عميقاً ان الثروة الحقيقة هي ثروة المحبة في قلوب الناس ثروة الدعاء لهم بظهر الغيب حينما يرق القلب ويشف، فلا يكون بينه وبين الرحمن فاصلا أو حجابا.
هم ارادة الانسان الفلسطيني الصامد الذي لا يركع الا للواحد القهار اثناء الصلاة، هم من تقدموا الصفوف وحملوا ارواحهم وسنوات عمرهم على اكفهم وساروا بها نحو عتمة السجون و الزنازين، ودفعوا ثمن حريتهم من اجل حريتنا وكرامتنا، وحاكوا أملنا بصبرهم، ونسجوا احلامنا بثباتهم، وغرسوا سنديان صبرنا في جبال شموخهم، و حولوا زنازينهم الى مدارس و قلاع ثورية تخرج اجيال واجيال، وضحوا بالغالي والنفيس من اجل تحرير الوطن والإنسان والخلاص من الاحتلال الصهيوني البغيض.
واجب علينا وعلى صاحب كل ضمير حي نصرتهم بكل ما أوتينا من وسائل وأدوات سياسية وقانونية وإعلامية واجتماعية، فالأسرى بحاجة ماسة الى مشاركة قوية، وحضور دائم، وفعل متواصل، بل يحتاجون منا لاكثر من ذلك، لهم الحق في العيش الكريم والحصول على حقوقهم المشروعة والقانونية التي كفلتها كل الأعراف والدساتير، لا بد أن يستولوا على أكبر قدر من اهتماماتنا، من خلال عرض قضاياهم في المؤتمرات والمحافل الدولية والاجتماعات واللقاءات، فحقهم علينا أن ننصرهم وندافع عنهم بكل ما أوتينا من عزم، فما بالنا وهم الذين ضحوا بحرياتهم لأجل أن نعيش نحن! بل العمل على تشكيل لجان على المستوى الدولي دعماً من اجل اطلاق سراحهم وخاصة المرضى منهم، وان يتم رفع مطلب لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة المسؤولين عن اعدم الاسرى، وتوفير شهادات وحقائق حول هذا الأمر، ووضع استيراتيجية وبرنامج نضالي شعبي مقاوم عنوانه “الاسرى البواسل بشكل عام و المرضى منهم بشكل خاص” وحث سفراء فلسطين المنتشرين حول العالم على اثارة هذه القضية المقدسة التي لا تقل في اهميتها عن تحرير الارض فتحرير الانسان من تحرير الاوطان، والعمل لدعم كافة النشاطات والفعاليات على هذا الصعيد، وفي نفس الوقت اطلاق حملة الكترونية عبر السوشيال ميديا والاعلام بعدة لغات تتعلق بالأسرى بشكل عام و المرضى بشكل خاص.
يقلم / فراس الطيراوي
ناشط سياسي وكاتب فلسطيني
انتصر عنيد خليل الرحمن “مقداد”.. على القيد
هذا الفتى المقداد، رق عظمه ونحل جسده، بدأت ذاكرته تتلاشى، ولا يقوى على النطق، هذا الفتى لا يزال بمقتبل العمر وبداياته لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره !! وقد شاخ مبكرًا، وأصبح مُهددًا بالكثير من الأمراض التي قد تصل إلى فقدان الحياة لا قدر الله، إلا أن الوهن لم يبلغ روحه!! هذا مقدامنا المقداد، الذي جابه بأمعائه الخاوية دولة الاحتلال بجيشها واستخباراتها وقادتها، مقداد كسر حاجز المئة يوم من إضرابه عن الطعام لينل حريته، الذي نخر الجوع عظامه واستحكمت جسده الآلام، إلا أنه بقى صامدًا حتى انتزع مناله، تمكن من أن يقهر السجن والسجان، وينتصر على الذين لم يفهموا كيف للجوع أن يهزم دولة ؟؟ ابن خليل الرحمن “مقداد القواسمي” ولد في كنفها، ومنع من السفر منها منذ كان 14 عام، لتحيا فلسطين فيه، تعلم في مدارسها حتى انهى الثانوية العامة، وعمل فيها بالتجارة، ومجال البناء والأعمال الحرة بصورة متقطعة، وهو اليوم طالب في السنة الثانية بكلية خضوري فرع العروب، في تخصص “الغرافيك”، وتأخر في دراسته الجامعية بسبب كثرة اعتقالاته، كما حصل معه هذا العام لم يناقش مشروع تخرجه لأنه معتقل.
عاش رحلة طويلة من القهر، بدأت تجربة الاعتقال الأولى عام 2015، وأمضى 4 سنوات تنقل خلالها بين السجون الاسرائيلية بين أحكام واعتقال إداري، وكان اعتقاله في المرة الأخيرة مع مفتتح العام الحالي، ولكن عجز المحققين عن إيجاد أدلة ضده، فتم تحويله إلى الاعتقال الإداري مدة 6 أشهر، وهو ما رفضه لأنه مقتنع تماماً -وفق والده- أن هذا الاعتقال كيدي وبلا أدلة من مخابرات الاحتلال الصهيوني التي تحدّاها أن تثبت عليه أي تهمة.
بتاريخ 20-7-2021 كان على موعد مع الحرية، ولكن أبى الاحتلال إلا أن ينغص فرحته بتجديد اعتقاله الاداري للمرة الثانية على التوالي، أراد أن يقف في وجه الظلم بخوض معركته بأمعاء الخاوية كي لا يتحكموا بما تبقى من حياته، ملف سري لا يوجد له سقف زمني ولا نهاية، ولا جرم واضح سوى أنه فلسطيني، القواسمي لا يزال لليوم أسيراً في عيادة سجن الرملة “المسلخ”.
وعانق مقداد والدته ووالده لأول مرة منذ اعتقاله بعد 77 يوم من الإضراب، بعد صدور قرار محكمة الكيان الصهيوني بتجميد أمر اعتقاله الإداري، إلا أن هذا التجميد ليس تحريرًا ولا حرية هو مجرد تجميد لا يعني شيئًا إلاّ السماح للناس برؤيته، وذلك ظنًا من الاحتلال أن الأهل والأصحاب قد يقوموا بالضغط على نجلهم عند رؤيته على هذه الحالة.
وفي أول رسالة له منذ اعتقاله قال القواسمي: “لن أرجع عن قرار الأضراب حتى أنال حريتي كاملة، ولا أرضى بقرار تجميد الاعتقال، ولن أتناول أي طعام ولا ملح ولا سكر ولا فيتامينات، ولو اضطر الأمر أن أضرب عن الماء أيضاً سأفعل، ولن أتراجع حتى حصولي على قرار (إنهاء أمر اعتقال)”.
في يومه السادس بعد المئة، بعد ترقب أيامٌ وليالٍ بين كفوف غاصبة وبين فكوك غاضبة الشاباك الصهيوني أخرج مقداد من العناية المكثفة وأعاده إلى التوابيت الحجرية “سجن الرملة”، إعادة تفعيل قرار الاعتقال الإداري بحقه، تمهيداً لاغتياله.
فأبى إلا أن يخط درسًا جديدًا في انتزاع الحرية، وقف في وجه الموت عظيم الثبات، شديد الإرادة، واثقًا من قراره، فإما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدا.
فانتزع نصره بعد إضراب استمر 113 يومًا، بعد أن تم التواصل لقرار بوقف اعتقاله الاداري والافراج عنه في شهر فبراير القادم، لكن لم تنته معاناته بعد، كونه سيبقي في مسلخ الرملة بحجة العلاج، هذا المسلخ ما هو إلا مكان لتجارب الأدوية في أجساد الأسرى.
من اللحظة الأولى كنا على يقين بنصرك وانتصارك، نعلم صلابة إرادتك، نعرف من اليوم الأول أنك المنتصر، وقوة المظلوم بحبل إيمانه القوي بعدل الله، فأنت اليوم مقداد الثورة ونصرت المنتصر ونصرت فلسطين المحتلة.
فمن أين ورث المقداد هذه العزيمة؟ هل هناك في عائلته من يمكن الإشارة إليه؟؟ وهو نجل القيادي في حماس المبعد العائد عمر القواسمة، وله شقيق أسير معتقل منذ شهر آذار الماضي، وأعمامه الشهداء القساميين عبد الله وشفيق، وأبناء عمه حاتم وباسل من قافلة الشهداء.
خاض “مقداد” معركة كانت فيها كل يوم من عمره هي عبارة عن سنة، فخلال أيام تجاوز مئة وسبعة وثلاثون سنة، فهل رأى العالم كيف يقفز الفلسطيني في تعداد السنوات هكذا؟؟ ليقول لنا مقداد : “من عاش منكم احتلالًا فليغيره بيده، بأمعائِه، بفمه، بلسانه، بقلبه بكل جسده إن استطاع فهذا أقوى الإيمان بالحرية”.
بقلم / شيماء ناصر الدرة
الأسرى وتين القضية الفلسطينية
الصمود والتحدي نستمدها من الأمعاء الخاوية الجائعة للحرية والكرامة أكثر من جوعها للطعام! صمودهم هو تعظيم لقوةٍ على ضعفٍ، لجوع على مرض، لحرية رغم القيد.
هم عنوان للإرادة التي يتفتق منها عنفوان الصمود، الذي يحكم مواجهتنا مع المحتل هم كلمة السر لبقاء الفلسطيني ثابتاً على أرضه كلما أراد العدو وأعوانه أن يزعزعوا هذا الثبات نعم الحديث عن أسرانا وأسيراتنا البواسل في معتقلات الاحتلال الفاشية منذ أول أسير إلى يومنا هذا.
وعلى مدار العقود السابقة إلى هذه اللحظة عهدناهم بصبرهم وتعرّفناهم بإصرارهم وعزيمتهم التي لا تلين والتي كانت نداً قوياً للسجان بل واستطاعوا تمريغ أنفه في التراب والشواهد على ذلك كثيرة كما استطاعت المقاومة من خلفهم أن تُحدث الاختراقات في عقلية العدو من خلال إجباره على تقديم التنازلات المؤلمة، لفك قيد الآلاف منهم كصفقة تبادل الجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة القائد الراحل أحمد جبريل وصفقة وفاء الأحرار التي أبرمتها حركة حماس مع حكومة الاحتلال وما جاء قبلهما وبينهما وما سيأتي لاحقاً من محاولات لتحرير أسرانا يؤكد أن المقاومة وفيةً لتضحياتهم على طريق تحرير فلسطين وإذا ما نظرنا لواقع الأسرى اليوم، ليؤكد وحشية هذا المحتل الذي يفتقد لكل معاني الإنسانية، وهو يواصل التنكيل وشتى أنواع التعذيب لأسرانا في الزنازين ومنع الدواء والرعاية وأبسط مقومات الحياة لهم وازدادت هذه الهجمة الشرسة خصوصاً على أسرى حركة الجهاد الإسلامي، بعدما تمكن ستة من أبطال كتيبة جنين بقيادة محمود العارضة، من انتزاع حريتهم عبر نفق الطريق إلى القدس الذي حفروه بأصابعهم وملاعقهم، وتمكنوا من القبض على حريتهم ومرغوا أنف الاحتلال وسجن جلبوع ومنظومته المحصنة في التراب.
عادوا إلى السجن مرةً أخرى، لكنهم نالوا شرف تنسم الحرية في ربوع الوطن وأكلوا من صبره وتينه وحظوا بهامش وقتٍ لكي يلعبوا مع بعض أطفال فلسطين ليثبتوا للعدو أن كل ترسانته العسكرية لن تكسر إرادة الفلسطيني الصامد الصابر المقاوم من أجل انتزاع حقه وهذا تجسد سابقاً على يدي الشيخ مصباح الصوري وإخوانه في سجن غزة المركزي في عملية الهروب الكبير التي انتزعوا من خلالها حريتهم وتمكنوا من صناعة ساحة مواجهة شاملة، عمت أرجاء فلسطين ووصل صداها إلى كل العالم تحت اسم انتفاضة الحجارة. هذه النماذج وغيرها التي تتجسد فيها قدرة الأسير الفلسطيني، على كسر إرادة السجان لهي المصباح الذي نسير بضوئه في رحلة تحرير فلسطين فهم رأس حربة المواجهة، وصف متقدم للاشتباك الدائم مع العدو كيف لا وقد تمكنت أمعائهم الخاوية من فرض إرادة الأسير، الذي يقبع على فراش الاستشفاء في معركة رفض الاعتقال الإداري، التي أسست لها الأسيرة عطاف عليان، ومن ثم الأسير الشيخ خضر عدنان، ومن سار على هذا الدرب، إلى هذه اللحظة التي يمتشق فيها ستة أسرى سلاح الجوع لهزيمة الاعتقال الإداري وثقتنا بالله أنهم لمنتصرون.
الواقع في سجون الاحتلال مرير وهذا يتطلب مزيداً من الدعم والإسناد للأسرى بكل الأدوات والوسائل الناعمة والخشنة هذا يتطلب أن يصحوا هذا العالم المخدر بأفيون الاحتلال فلا معنى لكل ما يضج به العالم، من صراخ باسم الحرية وحقوق الإنسان ويترك هذا المحتل يرتكب ما تمليه عليه عقليته الوحشية وهواه النازي ومزاجه الفاشي من جرائم بحق أسرانا.
ثقتنا بالله أولاً، ومن ثم ثقتنا بأسرانا أنهم قادرين على هزيمة السجان وكسر إرادته، وثقتنا بمقاومتنا أنها درع حامٍ وجدار صلب يحول بين الاحتلال وتفرده بأسرانا.
بقلم / الإعلامية وفاء بهاني
تسعة أسرى يدخلون أعوامًا جديدة في سجون الاحتلال
دخل يوم 15 من نوفمبر، تسعة أسرى من الضفة الفلسطينية المحتلة أعوامًا جديدة في سجون الاحتلال، وهم:
• من محافظة نابلس:
1 – الأسير محمد موفق سلمان ششتري (37 عامًا) المحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، ومعتقل منذ عام 2002، وأمضى 19 عامًا في سجون الاحتلال.
2 – الأسير قتيبة محمد صالح مسلم (51 عامًا)، المحكوم بالسجن 37 عامًا، ومعتقل منذ عام 2000م، وأمضى 21 عاماً في سجون الاحتلال.
3 – الأسير عبد العظيم عبد الحق موسى حسن (54 عامًا) المحكوم بالسجن 33 عامًا ومعتقل منذ عام 2000، وأمضى 21 عامًا في السجون.
4 – الأسير قاسم معروف سليم سليمان (52 عامًا) المحكوم بالسجن 30 عامًا ومعتقل منذ عام 2000، وأمضى 21 عامًا في السجون.
5 – الأسير محمد إبراهيم نمر نايفة (أبو ربيعة) (45 عاما) من بلدة الشويكة، المحكوم بالسجن 14 مؤبد و55 عاما، ومعتقل منذ عام 2002م، وأمضى 19 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني.
• من محافظة طوباس:
6 – الأسير خالد فخري خالد دراغمة (43 عامًا)، المحكوم بالسجن 21 عاما، أمضى منها 19 عاما منذ اعتقاله سنة 2002م.
• من محافظة رام الله:
7 – الأسير محمد عواد عبد الكريم عرار (38 عامًا) المحكوم بالسجن 22 عامًا..
8 – الأسير حكيم باجس عطا الله عرار (36 عامًا) المحكوم بالسجن 21 عامًا..
وهما معتقلان منذ عام 2006، وأمضيا 15 عامًا في سجون الاحتلال.
9 – الأسير إسماعيل موسى محمد الحديدي (45 عامًا)، المحكوم بالسجن20 عاماً، ومعتقل منذ عام 2015م، وأمضى ستة أعوام في سجون الاحتلال.
تقرير: إذاعة صوت الأسرى