مرت الذكرى الأولى لرحيل عميد رؤساء الأندية الجزائرية رئيس شبيبة القبائل المرحوم محند شريف حناشي، والذي قاد الفريق للتتويج بالعديد من الألقاب والبطولات سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
ولقد أبى أنصار شبيبة القبائل إلا أن يحيوا عبر مختلف صفحات شبكة التواصل الاجتماعي الذكرى الـ 1 لوفاة الرئيس الذي لن يكرره الزمن.
كما قام انصار شبيبة القبائل وعائلة الفقيد محند شريف حناشي بوضع اكليل من الزهور على قبره المتواجد بمسقط راسه بقرية اغيل تزاراث بالأربعاء ناث ايراثن والترحم عليه.
الراحل محند شريف حناشي من مواليد 1950 بقرية إغيل تزارث في دائرة الأربعاء ناث إيراثن بتيزي وزو، وكان أحد أبرز اللاعبين في صفوف فريق شبيبة القبائل، التي التحق بها سنة 1969 إلى غاية سنة 1983.
وفي سنة 1993 ترأس النادي إلى غاية 2017، حيث غادره بعد ضغط كبير من طرف أعضاء لجنة إنقاذ شبيبة القبائل، المتكونة من اللاعبين القدامى للشبيبة والمسيرين، إضافة إلى مناصرين.
ساهم الفقيد في تطوير فريق شبيبة القبائل، مبرزا الوجه الحقيقي لهذا الفريق العريق، حيث وطيلة مسيرته كرئيس للكناري، حقق العديد من الإنجازات وعشرات الألقاب الوطنية والقارية، منها أربع بطولات جزائرية (1995 و2004 و2006 و2008، وكأس إفريقيا للكؤوس في عام 1995، بالإضافة إلى ثلاثة كؤوس متتالية في منافسة كأس الكاف 2000، 2001، 2002 وكأسين جزائريين).
ويعد محند شريف حناشي، أحد أبرز رموز شبيبة القبائل، بالنظر لتاريخه الطويل والحافل بالإنجازات مع النادي، سواء كلاعب أو مسير.
كما يعتبر حناشي، عميد رؤساء الأندية الجزائرية، وأكثرهم تتويجا بالألقاب المحلية أو القارية، ليخلد اسمه بأحرف من ذهب في كرة القدم الجزائرية والإفريقية.
تجدر الإشارة فإن الراحل محند شريف حناشي، لعب دورا هاما في رفع راية الكرة الجزائرية، من خلال مساهمته الفعالة في تتويجات فريق شبيبة القبائل على الصعيد المحلي والقاري، والحضور النوعي في مختلف المنافسات التي جعلت شبيبة القبائل بمثابة أبرز الممثلين للكرة الجزائرية في المحافل الكروية، بدليل تتويجها بكأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكأس عام 1995، وكذا تتويجات 3 مرات متتالية بكأس الكاف، ناهيك عن بروز الشبيبة اللافت في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، دون نسيان التتويجات العديدة بالبطولة والكأس، هذا في فترة حناشي رئيسا، دون نسيان الفترة التي كان فيها مسيرا، آخرها التتويج بكأس إفريقيا للأندية البطولة عام 1990، وكما تألق الفقيد محند شريف حناشي مع الشبيبة كلاعب وساهم في التتويجات كرئيس.
ويعد حناشي من الرؤساء القلائل الذين يملكون ماضيا كرويا مهما في المستطيل الأخضر، بحكم أنه كان لاعبا بارزا في صفوف شبيبة القبائل، خاصة في فترة السبعينيات، وذلك موازاة مع ارتقائها إلى حظيرة الكبار، حيث يجمع الكثير على صلابته الدفاعية، وكذا مساهماته النوعية في الطلعات الهجومية، وهو ما كشفت عنه عديد الصور والفيديوهات التي بثها التلفزيون العمومي في وقت سابق.
وفي الوقت الذي أنهى فيه عميد رؤساء النوادي الجزائرية الراجل محند شريف حناشي مشواره الكروي مع نهاية السبعينيات وعمره لا يتجاوز 30 سنة، فإن تركيزه كان منصبا على مواصلة خدمة الفريق في الشق الإداري، بدليل أنه شغل منصب مسير خلال فترة الثمانينيات، وكان من المساهمين في التتويج الإفريقي عام 1990 في الأراضي الزامبية، مثلما كان دوره بارزا منذ توليه رئاسة النادي عام 1993، وخلال فترة توليه هذه المهمة التي دامت ربع القرن، فقد ساهم في عديد التتويجات المحلية والقارية، وفي مقدمة ذلك إحراز لقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 1995، دون نسيان الظفر بلقب كأس الكاف 3 مرات متتالية مع مطلع الألفية الحالية، وتزامن ذلك مع الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي عرفتها البلاد، كما تركت الشبيبة في فترة حناشي انطباعا طيبا في منافسة رابطة أبطال إفريقيا التي ضيعتها في عدة مناسبات لأسباب مختلفة، ولعل أبرزها عام 2010.
وإذا كان حناشي قد صنع أفراح الشبيبة بشكل لافت منذ توليه رئاسة النادي عام 1993، إلا أنه مرّ بمواقف صعبة، وفي مقدمة ذلك حادثة وفاة الهداف حسين قاسمي إثر سقوطه الصعب مباشرة بعد توقيعه لهدف في مرمى اتحاد عنابة برأسية، لحساب الجولات الأخيرة من موسم 99-2000، حيث عمل ما بوسعه من أجل نقل قاسمي إلى فرنسا للعلاج، إلا أن الأجل كان أسرع، كما مرّ عميد رؤساء الأندية الجزائرية المرحوم محند شريف حناشي بوضعية صعبة أخرى، بعدما توفي المهاجم الكاميروني إيبوسي في ظروف لا يزال البعض يصفها بالغامضة، في مطلع موسم 2014-2015 خلال المباراة التي نشطتها الشبيبة في ميدانها أمام اتحاد الجزائر، وهي الحادثة التي أثرت في حناشي كثيرا، ما جعله يجهش بالبكاء بحرقة.
أفنى عمره في خدمة فريقه المحبوب
ويجمع عشاق الكناري وكذا مختلف انصار النوادي الجزائرية الأخرى بشكل عام بأن حناشي أفنى حياته في خدمة الشبيبة.
وقد وصف الكثير حناشي بأنه بمثابة رمز من رموز الشبيبة والكرة الجزائرية، الذي يشهد له التاريخ والإحصائيات على تفانيه في خدمة فريقه والمساهمة في صناعة أمجاده محليا وقاريا، بدليل أنه قضى 24 سنة كاملة كرئيس لشبيبة القبائل في مشوار كان حافلا بالتتويجات المحلية والقارية، فكانت حصيلتها 10 ألقاب أربعة بطولات، 2 كأس جمهورية، 4 كؤوس إفريقية.
عبد الرحمان ت