في جولة قادت “القائد نيوز” إلى مختلف الأسواق بمدنية الوادي، عشية احتفالات المولد النبوي الشريف، وقفت على نصب طاولات بيع المفرقعات التي تعرف انتعاشا كبيرا رغم الرقابة الأمنية المشددة، الأمر الذي جعل العديد من تجار الألعاب النارية يعدون العدة من أجل تحصيل ربح وفير احتفالا بالمناسبة، من خلال إدخال أكبر عدد ممكن من الألعاب النارية والمفرقعات على مختلف الأنواع والأحجام، والتي تعرف رواجا كبيرا من طرف العديد من الشباب.
وبالرغم من الأخطار الناجمة عنها إلا أن الكثير من الشباب لم يفوت الفرصة لبيعها، حيث نصب الشباب طاولاتهم وسط الأسواق لتسويق مختلف أنواع المفرقعات التي تنوع من سنة إلى أخرى، ورغم كل الإجراءات الردعية التي انتهجتها المصالح المعنية بسبب ارتفاع درجة خطورتها، إلا أن هذه المنتوجات لا تزال تميز احتفالات المولد النبوي الشريف، ليتسابق الجميع لشراء أنواع من المتفجرات اختلفت أسماؤها حسب قوة الانفجار الذي تسببه.
والغريب في الأمر، هو إقبال عدد من الأولياء على هذه الطاولات لاقتناء بعض أنواع المتفجرات لأبنائهم، وحتى الذين لم يتعدى سنهم السبع سنوات، بل واصاحبهم معهم لاختيار أنواع المفرقعات التي يفضلونها ويستعملونها كلعبة يتفاذفونها فيما بينهم، وهنا يمكن الخطر، وحتى وإن تم تسجيل إصابات خطيرة وسط هؤلاء المواطنين جراء الاستعمال المفرط للمفرقعات، فإنك تجدهم في السنة الموالية يواصلون اقتناءها غير مبالين بتعود أطفالهم على هذه المنتوجات الخطيرة التي ليس لها أي صلة للاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، وهو ما أعرب عنه العديد من المواطنين الذين اشتكوا لـ “القائد نيوز”، من صوت الانفجارات المدوية للمفرقعات، حيث أبدو سخطهم من الذهنيات التي لم يأب الكثيرون التخلي عنها لاسيما أنها سلوكات تعكس التبذير وهدر للمال والإساءة إلى المحيط وعدم احترام الغير، دون أدنى مراعاة أو رحمة بالأشخاص المسنين أو المرضى أو الأطفال الذين يبهرهم كل ما يبرق، فضلا عن خطورتها على صحة مستعمليها وعلى المحيطين بهم.
وتسجل المؤسسات الاستشفائية عددا متزايدا من الإصابات الخطيرة كل سنة، وتدق في كل مرة ناقوس الخطر عبر وسائل الإعلام لكن دون جدوى، والتي شكلت ثلاثية الفوضى والعنف والضجيج، كما هو الحال في حرب الشوارع التي تنطلق بعد صلاة المغرب مباشرة، معددة مخاطرها في إصابات خطرة وحروق وإتلاف للسمع وحرائق كارثية وتلوث بيئي وإزعاج السكان خاصة كبار السن.
وقد أجمع أغلب المواطنين، ضرورة التصدي لتلك الطاولات مادام أن القانون الجزائري يخطر استعمال مثل هذه الألعاب الخطيرة، ليبقى استعمالها في الاحتفال صورة مشوهة لمناسبة المولد النبوي الشريف مثل مناسبة حصرت في اللعب الجنوني للمفرقعات وألغيت الجوانب الأخرى الأهم، على غرار التذكر بالسنة المحمدية وتلقين السيرة النبوية، كما ذكروا أن رمزية الذكرى لا بد أن تكون بذكر الله والثناء على رسول الله دون ذلك.
عبد الشكور سردوك