تزخر منطقة غرداية التي تعد وجهة سياحية ذات شهرة وطنية وعالمية برصيد ثري من التراث المادي واللامادي ذي أهمية تاريخية ثقافية ومعمارية، مما يمنح لها مكانة مرموقة ضمن استراتيجية تطوير السياحة المستدامة التي تستجيب للتطلعات الإقتصادية للمنطقة.
هذه القدرات الطبيعية والسياحية الهائلة والمتنوعة التي تعد قاطرة حقيقية للإقتصاد المحلي دفعت بالمسؤولين المحليين إلى العمل جنبا إلى جنب مع المتعاملين في السياحة ومسيري وكالات السياحة والأسفار من أجل إعطاء ديناميكية جديدة للحركية السياحية بالمنطقة.
وأشار في هذا الصدد مسؤول وكالة السياحة والأسفار “فيزا ترافل” كمال شايب، “أنه سيتم في القريب اعتماد خطة عمل لتطوير والترويج لكافة مقومات منطقة غرداية التي تتوفر على مناطق جذب سياحي تلبي لحاجيات الزبائن الباحثين عن الأصالة والمنتجات الجديدة والجولات، والتي من شأنها أن تساهم في استقطاب عدد كبير من السياح”.
ويرى من جهته السيد سعيد بن خليفة مسير فندق بمدينة غرداية، أنه يتعين تطهير النشاط السياحي وإعادة تنظيمه من أجل ضمان إنعاش حقيقي للسياحة في للبلاد، وهو القطاع الذي تأثر بشكل كبير بسبب تداعيات جائحة كورونا وغلق الحدود.
ويتمثل الهدف كما أضاف المتحدث: ”في تثمين الثروات السياحية بأقصى من يمكن والمنتجات الحرفية لتدعيم النشاط السياحي الذي سيفرز بالتأكيد قيمة مضافة للمنطقة بأكملها، ويكون مصدر دخل لعديد العائلات”.
وتشكل المواقع الأثرية والبيئية والثقافية والجنائزية التي تشتهر بها المنطقة من جنوب البلاد مقومات هامة لتنمية سياحة مستدامة تحترم عادات وتقاليد المنطقة وتوفر ثروات للإقتصاد المحلي.
وتشتهر هذه المنطقة بشبكة القصور العريقة ومدن الألفية سيما القصور السبعة بطابعها الهندسي الساحر بوادي ميزاب وقصور متليلي والمنيعة التي صممها الأسلاف بمهارة كبيرة في شكل معماري بديع، وقد شيدت على مواقع صخرية مع مراعاة المناخ والقواعد الدينية.
وقد ألهمت هذه الهندسة المعمارية الفريدة من نوعها المهندس المعماري الفرنسي لوكور بوزييه، والتي تجذب سنويا عديد السياح الأجانب والمختصين فى المجال، إلى جانب تواجد منشآت وأنظمة للسقي التقليدي وبساتين النخيل التي تشكل فضولا لزوار سهل وادي ميزاب.
كما تشتهر المنطقة أيضا، بسلسلة من الأسواق التقليدية الناشطة، ومنتجات حرفية (زرابي وألبسة الصوف وغيرها) في غاية الإتقان والبراعة الفنية التي تباع عن طريق المزاد العلني.
وتتجلى جاذبيتها أيضا، في الأعياد التقليدية السنوية على غرار عيدي الزربية والمهاري، وقصر المنيعة وعديد التظاهرات الأخرى التي تستقطب آلاف الزوار.